کد مطلب:18086 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:309

تشریعها قبل الإسلام
لقد رافقت الوصیة الشرائع الإلهیة منذ أبینا آدم علیه السلام إلی سیدنا النبی المصطفی الخاتم صلّی الله علیه و آله، و أشارت آیات القرآن الكریم الیأن الأنبیاء كانوا یشدّدون علی الوصیة بإقامة شعائر الدین و تقوی اللّه و توحیده و طاعته، قال تعالی: (وَ وَصَّی بِها إِبْرَاهِیمُ بَنیهِ وَ یَعْقُوبُ یَا بَنِیَّ إِنَّ آللّهَ آصْطَفَی لَكُمُ آلدِّینَ فَلاَتَمُو تُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُم مُسْلِمُونَ) [1] .

و أكّدت مصادر الحدیث و التاریخ و السیرة و كتب العهدین علی تواتر عهود الأنبیاء و الأوصیاء إلی مَن یخلفهم فی هدایة الناس إلی الحقّ و العمل الصالح و حسن العبادة، و یكون حجة علی العباد و إماماً لهم ووارثاً للعلم النبوی و أمیناً علی رسالة ربّه التی اصطفاها لهم.

و لم یشذّ عن هذه القاعدة أحدٌ من الأنبیاء و الرسل، فقد جاء فی الحدیث عن رسول اللّه صلّی الله علیه و آله أنه قال: «لكلّ نبی وصیّ و وارث، و إن علیّاً وصیی و وارثی» [2] و ذلك لأن اللّه تعالی لا یمكن أن یخلی الأرض من قائمٍ له بحجّة علی

نااانن



[ صفحه 19]



الناس یعرف الحلال والحرام و یُهتدی به إلی سبیل اللّه، كما ورد فی الصحیح من الأقوال:«أنّ الأرض لا تخلو من قائمٍ للّه بحجّة» [3] .

و عن أمیر المؤمنین علیه السلام أنه قال: «اللّهم بلی، لا تخلو الأرض من قائمٍ للّه بحجة، إما ظاهراً مشهوراً، و إمّا خائفاً مغموراً، لئلا تبطل حجج اللّه و بیّناته» [4] .

و عن الإمام الصادق علیه السلام قال: «ما زالت الأرض إلّا و للّه فیها الحجة، یعرف الحلال و الحرام، و یدعو الناس إلی سبیل اللّه» [5] .

و یظهر من مجموع ما ذكرته كتب الحدیث و التاریخ و العهدین من تاریخ أوصیاء الأنبیاء علیهم السلام ان كل واحد منهم قد استخلفه نبی زمانه وعهد إلیه بأمر شریعته و رعایة اُمته من بعده، بحیث تتسع مسؤولیته فی خلافة النبوة و الزعامة علی جمیع من تشمله دعوة تلك النبوة و تدبیر شؤونهم وهدایتهم إلی سواء السبیل.


[1] سورة البقرة: 2 / 132.

[2] سيأتي تخريج الحديث في الفصل الثاني.

[3] فتح الباري / ابن حجر 6: 385، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

[4] نهج البلاغة/ تحقيق صبحي الصالح: 497 / ح 147، شرح ابن أبي الحديد 18: 347 ـ دار إحياء الكتب العربية ـ مصر ـ 1378 هـ، المعيار و الموازنة / الاسكافي: 81 ـ مؤسسة المحمودي ـ بيروت.

[5] الكافي / الكليني 1: 178 / 3 ـ كتاب الحجة ـ باب